اثار الضغط في العمل
إن اغلب العاملين والموظفين يشعرون في مرحلة ما ب اثار الضغط بالعمل والإجهاد المرتبط بالعمل. حيث يمكن أن تحتوي أي وظيفة على عناصر مرهقة وحتى لو كنت تحب ما تفعله. ولكن قد تواجه ضغوط للالتزام بالمواعيد النهائية أو الالتزام بإنجاز المهمات بأكملها وعليه عندما تصبح ضغوط العمل مزمنة ومتراكمة يمكن أن تكون ساحقة وضارة بالصحة الجسدية والنفسية للموظف.
كما أشارت العديد من الأبحاث والدراسات إلى أن نسبة الموظفين والعاملين الذين يعانون من الإجهاد في العمل مرتفعة. وان هذه النسب تزداد فقط ووفق لمسح شمل أكثر من 2000 موظف أمريكي بدوام كامل تتراوح أعمارهم بين 18 و79 سنة فإن أكثر من نصف الموظفين يجدون أنفسهم مرهقين خلال 60% على الأقل من أسبوع العمل.
إن ضغوط العمل تحمل العديد من العواقب الصحية الكبيرة تتراوح من حميدة نسبيًا مثل زيادة نزلات البرد والإنفلونزا إلى خطورة محتملة مثل أمراض القلب ومتلازمة التمثيل الغذائي.
وعليه وفي حين أن التوتر والضغط في العمل يعتبر أمر شائع فإن العثور على وظيفة منخفضة التوتر أمر صعب للغاية إن لم يكن مستحيلاً وبالتالي فان النهج الأكثر واقعية هو اعتماد استراتيجيات وأساليب فعالة للتكيف والتقليل من الضغط والتوتر في وظيفتك الحالية. حيث يمكن للعامل اتخاذ خطوات لإدارة ضغوط العمل من خلال الالتزام بروتين الصباح الإيجابي. وأن يتم توضيح المتطلبات في العمل واعتماد تقنيات إدارة الوقت.
ولقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى اعتبار الإجهاد من ضغوط العمل بأنه وباء القرن الحادي والعشرين. حيث أفاد حوالي 33٪ من البالغين في الولايات المتحدة عن شعورهم بضغط شديد في عملهم. وذكر أكثر من 70٪ أن هذا يؤثر عليهم في كل من صحتهم الجسدية والعقلية والنفسية.
اقرا ايضا : العزل الاجتماعي والتعافي
مفهوم الضغط في العمل:
يعد التوضيح المناسب لمفهوم الإجهاد في العمل على انه رد فعل الجسم سواء على الصعيد البدني والعقلي والعاطفي للتكيف والاستجابة للتغييرات التي تحدث خلال الوظيفة سواء كانت إيجابية أو سلبية. و يمكن للناس أن يتعرضوا للتوتر وللضغط مما يحدث يوماً بعد يوم في بيئتهم أو في أجسادهم أو في أفكارهم.
وينتج هذا التفاعل من الجهاز العصبي اللاإرادي لجسم الإنسان. مما يؤدي إلى تغيرات نفسية تسمح للشخص باليقظة والتحفيز وتجنب الخطر ومع ذلك عندما يواجه الشخص تحديات باستمرار دون راحة أو إمكانية الاسترخاء يمكن أن يتحول ذلك إلى حالة سلبية مما يؤدي إلى توتر مفرط.
الريادي قائد و مميز اقرا الان
عواقب واثار جسدية ونفسية ناتجة عن الضغط بالعمل:
يعد القلق عاطفة طبيعية يمكن أن تظهر من وقت لآخر عند مواجهة مشكلة أو اختبار أو قبل الاضطرار إلى اتخاذ قرار مهم. كما يكون مستوى التوتر مرتفع قد تظهر اضطرابات القلق والتوتر والتي تدخل ضمن مجموعة الأمراض العقلية والتي تمنع الشخص من أن يعيش حياة طبيعية.
كما فان زيادة الضغوطات والاجهاد في العمل من الممكن أن يقلل من مشاركة الموظف وقد يعطل الإنتاجية ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية مختلفة للعاملين حيث يمكن أن يضعف الإجهاد المزمن جهاز المناعة مما قد يزيد من التعرض لنزلات البرد والإنفلونزا وعدوى الفيروسات المختلفة وهذا بدوره يمكن أن يزيد من عدد أيام المرض التي يستغرقها العاملون لديك ويقلل من إنتاج الموظفين وعليه وبمرور الوقت حتى الضغوطات الصغيرة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية حيث يشعر الموظفون بارتفاع الضغط والقلق.
ومن الممكن أن يؤثر الضغط المتواصل والمستمر على الجسم في إيذاء صحة الموظف الجسدية والعقلية وفي حال خرج عن التوازن يمكن أن يتحول إلى قلق مزمن وفي أسوأ الحالات من الممكن ان يؤدي إلى أفكار انتحارية.كما يمكن أن تتجلى اضطرابات القلق في شكل نوبات هلع او رهاب اجتماعي.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من المستويات العالية من القلق والضغط والتعاسة في العمل والتي تسبب التوتر الوبائي. حيث أصبح الإجهاد جزء من الحياة اليومية للناس بشكل عام مما يؤثر على الإنتاجية ويسبب مشاكل صحية والتي تزداد سوء بعد ذلك.
اقرا ايضا : المواجهة بالتحديات
مراحل ظهور اثار الاجهاد والضغط في العمل:
إذا كان العامل يعاني من الإجهاد في وظيفته فقد تتمكن من تحديد خمس مراحل وهي كالتالي:
مرحلة الإنذار:
في هذه المرحلة يعد الجسم نفسه بأفضل طريقة ممكنة للتعامل مع الإجهاد الذي تمر به ويمكن أن يكون لديك إشارات انذار مثل أن تكون على وشك التعرض لحادث أو البدء في نسيان المهام أو المواعيد النهائية.
مرحلة المقاومة:
هنا وفي هذه المرحلة يحاول الجسم العودة إلى حالته الطبيعية مستجيباً لبعض التغيرات التي تحدث في مرحلة الإنذار
مثل الالتهابات. حيث يتم إطلاق الهرمونات المضادة للالتهابات لتخفيفها لكنها في العادة ما تكون استجابات مؤقتة لا تحل المشكلة الأساسية.
مرحلة التعافي:
تبدأ هذه المرحلة إذا اختفى سبب التوتر أو كنت قادر على الابتعاد عنه مؤقتاً. وعليه سيبدأ جسمك في التعافي ويعيد أنظمتك إلى المستويات الطبيعية وتبدأ في مقاومة الإجهاد.
مرحلة التكيف:
إذا لم تتصرف في الوقت المناسب للتعافي. إما عن طريق الابتعاد للراحة أو حل المشكلة التي تسبب لك التوتر والضغط في العمل. فسوف تدخل مرحلة التكيف والتي تتضمن قبولها كجزء من حياتك اليومية ويصبح الإجهاد مزمن ويتحكم في صحتك مثل حدوث مشاكل النوم ونقص الطاقة والتغيرات في عادات الأكل أو صعوبة التعامل مع العواطف.
مرحلة الإرهاق:
مع الضغط والتوتر المزمن يبدأ الجسم بالمرض ونفاد العناصر الغذائية وقد تحتاج إلى دخول المستشفى أو تدخل مساعدة نفسية أو التعامل مع أعراض الاكتئاب وعندما تصل إلى مرحلة الإرهاق فأنك تشعر بالاستنزاف وعدم القدرة على الاستجابة لأي طلب ويمكن أن يؤدي بك إلى فقدان الاهتمام والتحفيز وتقليل الإنتاجية وزيادة المشاعر السلبية. مثل اليأس والاستياء والشعور بأنه ليس لديك أي شيء آخر تقدمه.
اقرا ايضا : الطموح والنجاح
استراتيجيات وأساليب إدارة ضغوطات العمل:
كما يجب عليك للتعامل مع التوتر والضغوطات قد ترتبط بعض الأساليب والاستراتيجيات بالأفعال او العواطف او التقبل ونعرض فيما يلي الاستراتيجيات والأساليب الممكنة التالية التي تساعد على التعامل مع المواقف العصيبة:
ان يكون الموظف حازماً:
على الموظف أن يتحدث بوضوح وحزم عما يريده وما يحتاجه وشرح ما يزعجه.
الابتعاد قدر الإمكان عن الضوضاء:
لا بد على العامل ان يحاول أن يحظى بلحظات هادئة كل يوم لتمييز الأشياء العاجلة والمهمة لأنه بحاجة إلى وقت لإعادة الشحن لتجنب الإجهاد.
إدارة الوقت بشكل سليم:
عليك تنظيم المهام بحيث لا يكون العامل مشغول طوال اليوم.
وضع وانشاء حدود في العمل:
كما يجب وضع القواعد وتحديد الوقت لنفسك وللآخرين وتحديد الأولويات ولا تدع احتياجات الآخرين تتجاوز احتياجاتك فهذا يساعد هذا على التحكم بنفسك.
تجنب التفكير المتعب:
يجب تجنب القيام بالكثير من التحليل وعليه قم بإلهاء نفسك وإرخاء عقلك.
بعض الطرق لتقليل اثار الضغط في العمل على الموظفين:
- خلق توازن قوي وسليم بين العمل والحياة
- تزويد الموظفين بمزايا قوية
- شجع التواصل المفتوح
- عرض إجازة كافية مدفوعة الأجر
- ضع في اعتبارك جدولة نزهات الفريق
- الاستفادة من جداول العمل المرنة
- تقديم تقدير الموظف
- شجع فترات الراحة طوال اليوم
- اجعل المكتب مرحبًا وممتعًا
- فهم متطلبات الإجازة الإلزامية
أسباب ودوافع لضغط وتوتر العامل في الوظيفة:
- رواتب منخفضة
- أعباء عمل مفرطة
- فرص قليلة للنمو
- الإجهاد غير المنضبط
في الختام لتحقيق النجاح في التعامل مع ضغوطات واجهاد الوظائف للعاملين يمكن تنفيذ تقنيات مثل الحفاظ على موقف إيجابي
وتقبل المواقف التي لا يمكنك تغييرها وممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوجا او ممارسة الرياضة
وتخصيص وقت للهوايات والاهتمامات والنوم والاستراحة وتجنب تعاطي الكحول أو المخدرات وقضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة والبحث عن مساعدة مهنية مثل طبيب نفسي في حال لزم الامر.
اقرا ايضا : النجاح في العمل
2 تعليقات