يعد نظام تعليم مونتيسوري طريقة تعليمية تعتمد على النشاط الموجه بشكل ذاتي والتعلم العملي واللعب التعاوني. حيث يتخذ الأطفال خيارات إبداعية في تعلمهم بينما يقدم المعلم المدرب تدريب عالي أنشطة مناسبة للعمر لتوجيه العملية.
وعليه فان الأطفال يعملون ويتعلمون في مجموعات وبشكل فردي لاستكشاف العالم وتطوير إمكاناتهم القصوى.
حيث تدعم كل مادة وكل فصل دراسي في مونتيسوري جانبً من جوانب تنمية الطفل وتقوية قدراته ومهاراته وشخصيته.
مما يخلق تطابق بين اهتمامات الطفل الطبيعية والأنشطة المتاحة. حيث يمكن للأطفال التعلم من خلال تجربتهم الخاصة وبالسرعة التي تناسبهم. وتتميز الفصول الدراسية بانها عبارة عن بيئات متقنة الصنع مصممة لتلبية احتياجات الأطفال في فئة عمرية محددة.
اقرا ايضا : الذكاء الاصطناعي ومستقبل التعليم
بداية تأسيس نظام تعليم مونتيسوري :
تأسست جمعية مونتيسوري الدولية والتي تعرف ب(AMI) من قبل ماريا مونتيسوري في عام 1929 لحماية نزاهة عملها ودعم المعايير العالية لكل من تدريب المعلمين والمدارس.
وتواصل الجمعية اليوم دعم رؤية ماريا مونتيسوري بينما تتعاون وتشترك مع الأبحاث المعاصرة في علم الأعصاب ونمو الطفل وتفتخر المؤسسة بكونها مركز رسمي لتدريب المعلمين لهذا الأسلوب من التعليم. حيث تقوم بتدريب المعلمين والمدرسين على التعامل مع الأطفال من الولادة حتى سن الثانية عشرة.
أجرت الدكتورة مونتيسوري أول دورة تدريبية دولية لها في إيطاليا سنة 1913 وأول دورة تدريبية أمريكية لها في كاليفورنيا سنة 1915 وبينما كانت تحمل رؤيتها حول العالم شعرت بأهمية لضمان جودة وسلامة ما كان يتم طرحه في دوراتها التدريبية ولهذا السبب قررت انه حان الوقت لتأسيس جمعية مونتيسوري الدولية.
حيث كانت الدكتورة ماريا مونتيسوري طبيبة وعالمة أنثروبولوجيا من إيطاليا. ولقد كرست حياتها لفهم كيفية نمو الأطفال على المستوى الاجتماعي والفكري والجسدي والروحي. وذلك من خلال مراقبة الطفل بعناية في جميع أنحاء وبقاع الأرض وبالتالي فلقد اكتشفت الدكتورة ماريا أنماط عالمية لنمو الأطفال توجد في الجميع بغض النظر عن ثقافتهم أو العصر الذي يعيشون فيه.
وتعتبر الدكتورة مونتيسوري واحدة من أوائل النساء اللواتي حصلن على دبلوم كطبيبة في بلدها بعد اهتمامها بالتنمية البشرية. فلقد ساعدت في عيادة للأطفال المصابين بأمراض عقلية وأدارت لاحقًا مدرسة في روما خاصة للأطفال الذين يعانون من تحديات جسدية وعقلية وعاطفية.
كانت الدكتورة ماريا مونتيسوري شخصية ذات رؤية ولم تخيفها التحديات العديدة التي واجهتها خلال حياتها المهنية ولقد تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام في كل ما عام 1949 وعام 1950 وعام 1951 وعلى مدى المائة عام الماضية يعيش إرث الدكتورة ماريا مونتيسوري في الأطفال الذين تأثرت حياتهم باكتشافاتها حول الحياة.
اقرا ايضا : الحركات اليدوية في لغة الجسد
الاثار الإيجابية المستمدة من نظام مونتيسوري التعليمي:
تحمل طريقة مونتيسوري في التعليم سلسلة من الثناء عليها حيث يميل نظام التعليم إلى إلهام شغف حقيقي بالمدرسين الذين يستخدمونه ومن إيجابيات هذه الطريقة التعليمية ما يلي:
التركيز على التعلم العملي والمستقل:
أكثر ما تشتهر به الفصول الدراسية في بيئة مونتيسوري هو أنها تتيح للأطفال العمل والتطور والتعلم بالسرعة الفردية الخاصة به. حيث يتعرض الأطفال للدروس والأنشطة والمواد التي تبني على مجموعة مهاراتهم مما يسهم في تقدم تطويرهم كفرد. وبالتالي فان هذه المواد المستخدمة بشكل مستقل للطلاب توفر الفرص لتطوير تركيزهم وتنسيقهم أكثر منه في التعلم الأكاديمي التقليدي.
يسهم في تعزيز التفاعل الاجتماعي:
يتميز اسلوب مونتيسوري من خلال تجميع الأطفال من مختلف الأعمار سويةً في نفس بيئات التعلم.
حيث إن معظم الفصول الدراسية في مونتيسوري مختلطة الأعمار وتهدف إلى تعزيز التعلم بين الأقران وعليه يمكن أن يؤدي هذا الترتيب بشكل طبيعي إلى نمو أفضل.
اعتبار الاستقلال كدعامة أساسية في نظام التعليم:
نظراً لأن جزء كبير من عملية التعلم يتم توجيهه بشكل ذاتي فانه يمكن للأطفال أن يكتسبوا إحساس وشعور بالاستقلالية والثقة في قدراتهم بشكل أكبر وأسرع بكثير من بيئة المدرسة التقليدية. حيث يميل الطلاب في نظام مونتيسوري إلى أن يكونوا أكثر قدرة على إدارة أنفسهم والتفكير بشكل مستقل.
تعزيز حب التعلم والمعرفة:
تسعى هذه الطريقة التعليمية والتربوية إلى تشجيع حب التعلم لدى الطفل حيث يتميز الأشخاص الذين اتبعوا هذا النظام التعليمي بكونهم فضوليين دوماً عن الناس والعالم من حولهم وقناعتهم برؤية التعلم على أنه عملية ممتعة مدى الحياة وليس عبء.
شمول نظام مونتيسوري التعليمي لذوي الاحتياجات الخاصة:
تتضمن رؤية ماريا مونتيسوري للتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منذ بداية التأسيس في حين أن الأطفال يتم اجتماعهم مع آخرين من مختلف الأعمار فإن الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يميلون إلى ممارسة ضغط أقل لمواكبة أقرانهم ويتيح لهم المزيد من الحرية في التعلم والنمو بالسرعة التي تناسبهم.
اقرا ايضا : تمكين المرأة في المجتمع
الاثار السلبية المستمدة من نظام مونتيسوري التعليمي:
قد يعتبر نظام التعليمي باهظ الثمن ومكلف:
من الصعب على مدارس مونتيسوري إبقاء أسعارها منخفضة حيث انها تقدم الكثير من المواد التعليمية المتينة وعالية الجودة بالإضافة الى التدريب المطول والعميق على استخدام هذه العناصر للأطفال مما يجعلها تعد مهمة مكلفة وهذا هو السبب الرئيسي كون معظم برامج مونتيسوري مكلفة وباهظة الثمن.
عدم توافر نظام مونتيسوري في متناول الجميع:
تعتبر معظم برامج مونتيسوري خاصة وتقاضي الرسوم الدراسية وتنظيم القبول وهذا يجعل من الصعب بشكل غير متناسب على الطلاب ذوي الدخل المنخفض والمقيمين في المدن الفقيرة نوعاً ما الالتحاق بمثل هذه المدارس.
اعتبار المناهج الدراسية فضفاضة للغاية بالنسبة للبعض:
يعتقد الكثيرون ان أسلوب التعليم في مونتيسوري يتبع منهج أقل تنظيم مما قد تجده في نهج أكثر شيوع وتقليدية.
استذكار مبدأ ان الاستقلال ليس كل شيء:
يعد أسلوب مونتيسوري قوي في تعزيز الشعور بالاستقلالية والعمل الموجه ذاتياً.
ولكن فإن أوضاع التوظيف ليست دوماً على هذا النحو والاسلوب. حيث إن العقلية الريادية التي يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة يمكن أن تجعل من الصعب على الطلاب التعاون في فرق والعمل تحت سلطة صارمة حيث ان بيئات العمل حالياً تتوجه لأسلوب تعاون الفريق ككل.
اعتبار الهيكل المفتوح في الفصول الدراسية مخيفاً للبعض:
لقد تم تصميم الفصول الدراسية في مونتيسوري للسماح بالحركة والتغيير.
في حين قد يميل بعض الأطفال إلى حب الروتين حيث يسمح التسلسل الهرمي للفصول الدراسية التقليدية أن يضمن بيئة صفية تشعر بأنها منظمة وآمنة وروتينية.
مميزات أسلوب مونتيسوري التعليمي بشكل عام:
- محاولة تعزيز التنمية الاجتماعية.
- يعزز الأسلوب التعليمي ثقة الأطفال في نفسهم.
- يسهم في تطوير ثقة الطفل في قدراته ومهاراته.
- يوفر نظام مونتيسوري بيئة آمنة وجذابة لرعاية وتعليم الطفل.
- مساعدة الشباب البالغ في فهم نفسه في أطر مرجعية أوسع.
- يسهم في التأكيد على تنمية التعبير عن الذات والاعتماد عليها.
- تقديم العديد من الفرص لاكتساب الاستقلال في المهام اليومية.
- يوفر نظام مونتيسوري التعليمي سياق للتطبيق العملي للأكاديميين.
- تقدم فرصًا للاستكشاف الفكري التعاوني الذي يتم فيه دعم اهتمامات الطفل وتوجيهها
- يقدم الأسلوب التعليمي فرصة للاستكشاف الخيال الذي يمكن ان يؤدي إلى التعبير عن الذات.
في النهاية:
بينما الفصول الدراسية في مونتيسوري تعمل على رعاية نقاط القوة والاهتمامات الفردية لكل طفل على حدة، ويشجعهم على الاستكشاف وفهم واحترام أشكال الحياة والأنظمة.
حيث يقوم تعليم مونتيسوري على تطوير المهارات والقدرات الإدراكية والعاطفية والاجتماعية والجسدية للطلاب.
وبالتالي فان اختيار بيئة مونتيسوري التعليمية لطفلك يحمل فوائد عديدة لما تشتهره طريقة مونتيسوري بالتعلم الفردي وتعزيز الاستقلال وتشجعها أيضاً على التعاطف والشغف بالعدالة الاجتماعية والفرح في التعلم مدى الحياة.
اقرا ايضا : ممارسة التعليم عبر الإنترنت
2 تعليقات